زوائد السنن الأربع على الصحيحين

No Thumbnail Available
Date
2013, 2013-07-22 15:17:55.087
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Saudi Digital Library
Abstract
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد المرسلين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى يهديه إلى يوم الدين، وبعد: لقد حظيت الكتب الستة بعناية العلماء على مر العصور، وذلك لمكانة هذه الكتب من دواوين الإسلام مما أدى إلى دراستها والاهتمام بها، فمن شارح لمعانيها، ومن مترجم لرجالها، ومن مخرج الأحاديثها، ومن جامع للأحاديث الزائدة عليها إلى غير ذلك من الفنون، وذلك لتيسير وتسهيل وصول الباحثين، والمشتغلين بهذه الكتب إلى غاياتهم في أسرع وقت ، كما أن لاحتواء كتب السنن الأربع على أحاديث زائدة على ما في الصحيحين وهي أصول في مسائل وأحكام فقهية فكان لزاماً إفراد هذه الزوائد، ودراستها وتمييز الثابت، وغير الثابت منها، ولما من الله و علي بموافقة الجامعة لالتحاقي في برنامج الماجستير في السنة النبوية وعلومها آثرت أن يكون موضوع الرسالة في محيط هذه الكتب الستة، وحائماً حولها، فوقع الاختيار على موضوع بعنوان: زوائد) السنن الأربع على الصحيحين في أحاديث الجهاد، جمعا، وتخريجا، ودراسة . القسم الأول)، كما أن هناك أسباب أخرى لاختيار الموضوع وهي رغبتي في زيادة التمرس على دراسة بعض الأحاديث المعلولة التي تعد السنن الأربع مظنة لها، مما يسهم في رفع قدرتي العلمية، وتدريبي للاستفادة منها لما يستقبل من أبحاث ورسائل في هذا العلم الدقيق، وكذلك إبراز منزلة الصحيحين وعلو شأنهما، ودقة انتقاء مؤلفيهما للأحاديث، وتبيين السالم من المعلول منها، وإعراضهما عن الزيادات المعلولة التي يخرجها أصحاب الكتب الأخرى من أهل السنن وغيرهم التي فيها علل خفيفة، ولمحاولة الإسهام في فتح المجال في خدمة السنة النبوية، من خلال إفراد زوائد السنن الأربع على الصحيحين بالبحث والدراسة، وجمع أقوال الأئمة على تلك الأحاديث في صعيد واحد لمسيس الحاجة إليها. الحديث كاملاً من ولقد سلكت في كتابة هذه الرسالة منهجاً حرصت فيه أن يكون على نسق واحد بحيث أنقل نص الكتاب المخرج، و أترجم لجميع الرواة الواردين في الإسناد، وقد قسمت التخريج على المتابعات، أما الحكم على الحديث فأنني أبدأ أولاً بنقل نص الإمام الذي أثبتُ الحديث من كتابه، إن كان له كلام، أو أحكم عليه بموجب طرقه في التخريج مع نقل أقوال الأئمة وأحكامهم عليه. وقد رتبت الأحاديث كالتالي: بدأت بما زاده أبو داود على الصحيحين، ثم أتبعه بزوائد الترمذي على الصحيحين وأبي داود، ثم بما زاده النسائي على الصحيحين وأبي داود والترمذي، ثم بما زاده ابن ماجه على الخمسة، وقد بلغت جملة الأحاديث في سنن أبي داود الزائدة على الصحيحين (٦١) حديثاً، وفي سنن الترمذي (۱۷) حديثاً ، وفي سنن النسائي (۱۱) حديثاً، وفي سنن ابن ماجه (۱۱) حديثاً فأصبح إجمالي عدد الأحاديث (۱۰۰) حديثاً. وتتكون الرسالة من مقدمة وتمهيد أربعة أقسام، وخاتمة، وفهارس. ولقد توصلت إلي العديد من النتائج والتوصيات وهي: ١- الوقوف على بعض الجهود العظيمة التي بذلها أئمة الحديث المتقدمين وجهابذته الكبار، والتي تعكس مكانتهم، وعلو منزلتهم، وما من الله عليهم به من سعة ،الحفظ ودقة الإدراك لما يشوب السنن من العلل، وكذلك ما اتفق لهم من وقوف على أصول الرواة وتمييز أحوالهم على اختلافها، مما يحمل طالب هذا العلم على إجلال أحكامهم، وعدم الخروج عما اتفقوا عليه منها كالقطان، وابن مهدي، وابن معين، وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة، والترمذي وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم، ومن اقتفى أثرهم ممن جاء بعدهم - رحمهما الله جمعاً . ٢- أن أئمة الحديث المتقدمين قد سلكوا في نقدهم للأحاديث وتعليلها منهج واحد مطرد، مما يدل على اتحادهم في المشرب، كما أن لهم في كل حديث نظر خاص به، وذلك بحسب ما يحتف به من القرائن. من خلال دراستي لبعض الأحاديث دراسة معللة، ظهر لي أهمية علم العلل، وضرورة أن يتمرس طالب السنة النبوية على دراسة بعض الأحاديث المعلولة التي تعد السنن الأربع مظنة لها، مما ينفع الباحث ويؤصله، ويرفع قدرته العلمية، والتدريبية، للاستفادة منها، لما يستقبل من أبحاث ورسائل في هذا العلم الدقيق، إذ أن به تكون الأحكام على الأحاديث المعللة غاية بالدقة، فكم من حديث ظاهر إسناده الصحة ولاغير، إلا أن فيه علة لا تظهر إلا بالتوسع في تخريجه. - تبين لي أهمية جمع الطرق، فكثير من الأحاديث يقع فيها اختلاف بين رواته، ولا يتبين الصواب إلا بجمع الطرق، والنظر في الأحاديث الأخرى في الباب، ومن اقتصر على دراسة الإسناد دون النظر في الطرق والمتابعات فإن دراسته ستكون ناقصة، بل ربما خاطئة، ولأجل هذا يتأكد على الباحث التأني وعدم الاستعجال حين إصدار الأحكام. ه تبين لي من خلال البحث أهمية دراسة علم الزوائد، من حيث تقريبه للسنة النبوية، وتيسيرها للعامة والخاصة، وإسهامه في حفظ جملة من أقوال أئمة النقد من تصحيح الأحاديث وتضعيفها، ومعرفة درجاتها وعللها، والكلام على الرواة جرحاً وتعديلاً، هذا فضلاً على أنه حفظ لنا جملة من كتب الحديث المفقودة أو أجزاء منها، والتي غدت أثراً بعد عين. ٦- ظهر لي تميز الصحيحين عن غيرهما، ودقة انتقاء مؤلفيهما للأحاديث، وإعراضهما عن الزيادات المعلولة التي يخرجها أصحاب السنن الأربع وغيرهم، والتي فيها علل خفية. ٧- كما ظهرت لي منزلة السنن الأربع، ومكانتها في باب الأحكام، وذلك لاحتوائها على أحاديث زائدة على ما في الصحيحين، وهي أصول في مسائل وأحكام فقهية، فمن الضرورة مواصلة العمل في هذا المحال، وإفراد هذه الزوائد، ودراستها، وتمييز الثابت، وغير الثابت منها. تبين لي من خلال البحث أن الغالب مما ينفرد به الإمام ابن ماجه ضعيف أو شديد الضعف. ٩ - مما أوصي به بعد تقوى الله ومراقبته وتوجيه العناية بالكتب الستة، والعناية بعلم الزوائد، ويعلم العلل ومناهج الأئمة فيه. وفي الختام أشكر لكل من أهدى إلي نصيحة أو توجيهاً أو أكرمني بفائدة أو بمعلومة، وإلى كل من له يد عون أو فضل علي في إعارة كتاب أو مراجعة نص والشكر موصول للقائمين على جامعتنا العامرة التي قدمت لنا الشيء الكثير لننهل من معين العلم ونتعلم، وعلى رأسهم مدير الجامعة، والوكلاء، وعميد الدراسات العليا، وزملاؤه في العمادة وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ووكيله، وزملاؤهما في الكلية، وكذلك رئيس قسم السنة وعلومها، وأعضاء هيئة التدريس في القسم وأشكر القائمين على المكتبة المركزية بها والعاملين فيها لما لهم من فضل في تسهيل مهمة البحث، وإني إذ أسجل شكري واحترامي للجميع فإني أسال المولى الكريم أن يمدهم بعون من عنده، وأن يوفقهم لكل خير ويحسن مثوبتهم في الدنيا والآخرة، كما أسأله سبحانه أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والله تعلى ،أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
Description
Keywords
Citation
Collections