العوامل المرتبطة بالسمنة لدى طلاب المرحلة الابتدائية في مدينة و قرى منطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية
No Thumbnail Available
Date
2025
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة الاسكندرية
Abstract
تُعد سمنة الأطفال في المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية تحديًا صحيًا متناميًا، يرتبط بزيادة الأمراض المزمنة وتأثيرات سلبية نفسية واجتماعية، ويعزى هذا الارتفاع إلى التغيرات في الأنماط الغذائية نحو استهلاك الأطعمة عالية السعرات الحرارية وقلة النشاط البدني.
هدفت الدراسة تحديد العوامل المرتبطة بالسمنة لدى طلاب المرحلة الابتدائية في مدينة وقرى منطقة الرياض، حيث قيمت الخصائص الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، العادات الغذائية، مستوى النشاط البدني، واستخدام التكنولوجيا، ومدى تقبل الطلاب للمنتجات بمقصف المدرسة كما تم تقييم بعض المنتجات الغذائية من حيث محتواها من الطاقة والعناصر الغذائية لوضع توصيات تُسهم في الحد من هذه الظاهرة وتحسين صحة الأطفال.
وقد أسفرت النتائج عن فروقات واضحة بين الحضر والقرى، ففي الخصائص الديموغرافية والاجتماعية، تتركز السمنة في الحضر بين الأطفال بعمر 6-8 سنوات (45%)، بينما في القرى تكون أعلى نسبة في الفئة العمرية 10-12 سنة (34.5%)، و تُشكل الأسر الكبيرة (أكثر من 6 أفراد) الغالبية (64%) في كلا المنطقتين، مع وجود ارتباط إيجابي بين زيادة عدد أفراد الأسرة وارتفاع احتمالية السمنة، كما أن الأطفال الأوائل في الترتيب بين الأشقاء أكثر عرضة للسمنة، خاصة في القرى (42%)، و يبرز تباين كبير في تعليم الوالدين؛ ففي الحضر، يتمتع الوالدان بمستويات تعليم جامعي أعلى (43% للآباء، 45% للأمهات)، بينما تنخفض هذه النسب بشكل حاد في القرى (6% للآباء، 4% للأمهات)، مع ارتفاع نسبة الأمية، وتختلف وظائف الوالدين أيضًا، فالآباء في الحضر غالبًا في القطاع الحكومي، والأمهات ربات منزل، بينما في القرى يغلب عمل الآباء في القطاع الخاص والأعمال الحرة، وتزداد نسبة الأمهات العاملات في الأعمال الحرة.
فيما يتعلق بمؤشر كتلة الجسم (BMI)، فإن انتشار السمنة وخطر زيادة الوزن متقارب بين الحضر والقرى. في الحضر، يزداد خطر زيادة الوزن مع التقدم في العمر، بينما تقل السمنة الحادة، أما في القرى، فالتغيرات في نسب السمنة وخطر زيادة الوزن أقل وضوحًا مع العمر.
كما تُظهر العادات الغذائية غير الصحية انتشارًا واسعًا، حيث إن نسبة كبيرة من أطفال الحضر (82.5%) لا يتناولون الإفطار يوميًا، مقابل 55% في القرى، 55% من أطفال الحضر لا يتناولون الخضروات والفواكه يوميًا. تنتشر المشروبات المحلاة والوجبات السريعة بشكل كبير في كلا المنطقتين، وتُعد الوجبات العائلية أكثر شيوعًا في القرى (60%) مقارنة بالحضر (25%)، ترتبط العادات الغذائية الصحية بانخفاض خطر السمنة، بينما ترتبط العادات غير الصحية بزيادتها، فإن المستوى المتوسط للعادات الغذائية هو الأكثر شيوعًا، ويميل أطفال القرى لعادات صحية أكثر.
أما ممارسة النشاط البدني، فنصيبها أقل في الحضر، 5,5% فقط من أطفال الحضر يمارسون الرياضة يوميًا مقابل 22% في القرى، و5% فقط من أطفال الحضر يمارسونها لمدة 30 دقيقة أو أكثر يوميًا مقابل 18.5% في القرى، وكانت حصص الرياضة المدرسية هي المصدر الأساسي للنشاط البدني في كلا المنطقتين، ويظهر أطفال الحضر وعيًا صحيًا أكبر بأهمية الرياضة رغم قلة ممارستهم لها، مما يشير إلى نمط حياة أكثر خمولًا في المدن.
وفيما يخص استخدام التكنولوجيا، يقضي أطفال القرى وقتًا أطول على مواقع التواصل الاجتماعي (92,5% أكثر من 4 ساعات يوميًا) مقارنة بالحضر (55,75%)، بينما استخدام الأجهزة للواجبات المدرسية فكانت أعلى في الحضر، ويشعر معظم الأطفال في كلا المنطقتين بالتعب والإرهاق بعد الاستخدام المطول للأجهزة، أما الرقابة الأبوية على وقت الشاشات أقل بكثير في القرى، ويفضل غالبية الأطفال استخدام الأجهزة على الأنشطة البدنية، ولا يوجد ارتباط خطي واضح بين استخدام التكنولوجيا والسمنة في الحضر، بينما توجد علاقة عكسية قوية في القرى، مما يشير إلى عوامل أخرى مؤثرة.
أخيرًا، كشفت الدراسة عن تحديات كبيرة في تقبل الأطفال للوجبات المدرسية وجودة المنتجات الغذائية بالمقاصف. يُعاني الأطفال من نقص التنوع وقلة الفواكه والخضروات الطازجة، كما أن المقصف المدرسي مصدر رئيسي للغذاء، لكن هناك نقصًا واضحًا في البدائل الصحية للأطعمة السريعة والمعجنات، واتضح أيضا أن القرى تواجه تحديات أكبر في جودة الغذاء مقارنة بالحضر، وأن العلاقة بين السمنة وتقبل الوجبات ضعيفة ومعقدة وتختلف بين الحضر والقرى، كما و تهيمن المنتجات "غير المناسبة" و"عالية السكر والدهون" على المقاصف، مما يرفع خطر السمنة والمشاكل الصحية الأخرى، و تُشجع عوامل مثل المصروف النقدي وقلة الوجبات المنزلية الصحية والإعلانات الجذابة على اختيار هذه المنتجات.
بشكل عام، تؤكد النتائج وجود اختلافات واضحة بين الحضر والقرى في العوامل المؤثرة على سمنة الأطفال. يتطلب هذا الوضع جهودًا متكاملة ومستمرة من جميع الأطراف لتعزيز الوعي الصحي وتوفير بيئات داعمة لنمط حياة صحي للأطفال في المملكة العربية السعودية.
Description
Keywords
سمنة الأطفال في المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية
