وسائل التواصل الإجتماعي وعلاقتها بالتفـكك الأسـري في المجتـمع السعـودي: دراسـة ميدانيـة في مدينة نجـران

Abstract

عندما نتحدث عن وسائل الاتصال بصفة عامـة لا تسعنا الكلمات لوصفها او لتحـديد معنى لها ، أو على الأقل وصف الآثار المترتبة على وجودها في أي مجتمع من المجتمعات البشرية ، ويزداد هذا الوضع تأزما عند الحديث عن آليات التواصل الإجتماعي الحديثة ، نظرا لتغلغلها في كافة جوانب الحياة ، مما أدى إلى إحداث تغير كبير في حياة المجتمعات المختلفة ، فلقد اصبح العالم في ظلها أشبه بقرية صغيرة حيث التدفق الإعلامي والمعلوماتي والسيطرة على مراكز القوى الإعلامية العالميـة ، غالبا ما يكون في صالح الأمم المتقدمـة ، وهذه الأمم تحاول فرض ثقافتها وتعميمها في كافة أرجاء العالم ، حيث يساعدها في ذلك ضعف المستويات الإعلامية المحلية ، وفي هذا الوضع العالمي الذي يتميز بالتداخل الشديد والإختراق الثقافي المتواصل ، نجد الدول الناميـة تواجـه إشكاليـة كبيرة حيث تجد نفسها مجبرة على التعايش والتفاعل مع هذا العالم المتغير وفي الوقت نفسه تحاول الحفاظ على هويتها الثقافيـة حتى لا تندثـر من الوجـود ، وتصبح مجرد تابع للدول الأخرى. آليات التواصل الإجتماعي الحـديثـة أصبحت جـزء لا يتجزأ من المجتمع ، تتأثـر به وتؤثر فيه بشكل مباشر وغير مباشر ، وحينما نتحدث عنها ، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان أنها عكس وسائل الاتصال التقليدية أو القديمة أو إنها تلغي وجودها ، وهذا ليس صحيحا فآليات التواصل الإجتماعي الحديثة نجد بها كل ما تحتويه الوسائل التقليدية، فمثلا الشبكة الدولية للمعلومات نجدها تضم مواقع للقنوات المختلفة، وكذلك مواقع للجرائد والصحف والمجلات. وما هو جدير بالإهتمام نجد أن آليات التواصل الإجتماعي الحديثـة تعمل على إحداث التغيير في المجتمعات ، وربما يكون التغيير للأفضل أو للأسـوأ لذلك يجب أن لا نغفل حقيقة أن تلك الأليات تعمل على التغيير من خلال تحطيم القيود الإجتماعيـة ، ووضع مفاهيم تربوية جديدة وإقامة العلاقات الاجتماعية على أسس مغايـره ، فهذه الوسائل تمثل تحديا كبيرا في بعض الأحيان للأسـرة بصفة خاصة في كيفية إستخدامها، ومن يراقبها، وكيفية القيام بذلك، فأصبحت وسائل الإتصال الحديثة خاصة الإليكترونية للأبناء تسليهم وتربيهم في غياب الوالدين وأحيانا في وجودهم