: الحياة الاجتماعية في جبل شمر ( 1250- 1340هـ /1834-1921م)
No Thumbnail Available
Date
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Saudi Digital Library
Abstract
تتناول هذه الدراسة موضوع "الحياة الاجتماعية في جبل شمر " خلال الفترة 1250-1340هـ /1834-1921م، حيث تأثرت هذه الحياة بشكل كبير بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، التي تركت أثراً في مجتمع جبل شمر من الناحيتين الثقافية والدينية والاجتماعية، وقضت على الحروب والصراعات بين القبائل، وما اعتادت عليه من أعمال السلب والنهب، وأشاعت فيما بينهم الأمن والسلام والاستقرار والتوازن والتواؤم الاجتماعي، وخففت من العنصرية القبلية وأشكال التمييز، وأحلت محلها الأخوة الإسلامية، وخففت النعرات والتنابز بالمظاهر القبلية الممقوتة، فنعم الجميع بالأمن والمساواة؛ مما أسهم في تطور المنطقة، لا سيما من الناحية الاقتصادية والعمرانية، ممثلاً في المنشآت والمرافق العامة سواء كانت دينية أو اقتصادية أو اجتماعية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع شأن المنطقة، وبروز دورها في النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
وترتب على النشاط الاقتصادي وحالة الاستقرار السياسي تحول عدد من البدو الرحل وشبه الرحل إلى حياة الحضر، بفعل النشاط الاقتصادي، واستقرار تجمعات بشرية كبيرة منهم في المناطق ذات الأودية التي توفرت في المنطقة، وُوجدت فيها مقومات الاستقرار مثل الآبار والأمطار والتربة الصالحة للزراعة، ناهيك عن مرور خط القوافل الذي يقطعه الحجيج بجبل شمر، مما أسهم في تحول المكان إلى مركز حضري كبير، جعله مقصداً لعناصر سكانية وافدة من الخارج، عاشت بجوار العناصر المحلية من الحضر والبدو، مما أدى إلى تنوع عناصر وفئات السكان، ولم ينجم عن هذا التنوع ما يعكر صفو العلاقات العامة بين العناصر والفئات السكانية، حيث تحققت اللحمة الاجتماعية نتيجة لعدة اعتبارات.
وأسهم علماء جبل شمر بدور كبير في الحياة الاجتماعية، من خلال تنشيط الحياة الفكرية والعلمية، وإلقاء الدروس والخطب، ونسخ ووقف الكتب والمخطوطات، وتكوين المكتبات، وكتابة المؤلفات في شتى أنواع المعارف والعلوم، وقاموا بدور سياسي تمثل في تولي بعض الوظائف السياسية والإدارية، وتباينت مواقفهم من سياسة أمراء آل رشيد بين مؤيد ومعارض لا سيما فيما يخص تبعية الإمارة للدولة العثمانية، وصدرت عنهم مجموعة من الفتاوى التي كان لها أثرها الاجتماعي.
وتجلى دور المرأة بشكل واضح في منطقة جبل شمر فترة البحث، سواء من خلال الحياة العائلية والاضطلاع بدورها الأسري، أو مشاركتها المجتمعية.