Browsing by Author "الشوشان، إيمان عبدالله"
Now showing 1 - 1 of 1
- Results Per Page
- Sort Options
Item Restricted المنهج اللغوي للسمين الحلبي في كتابه عمدة الحفاظ(Saudi Digital Library, 2013) الشوشان، إيمان عبدالله; الددو، عمار أمينالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن القرآن بنصه الموثوق، وقراءاته المحفوظة، مصدر التشريع الإسلامي الأول؛ لذا فإن سلامة فهم النَّص القرآني أمر غاية في الأهمية لكل مسلم. فضلاً عن كون القرآن الكريم يُعَدُّ المصدر الأول لدراسة اللغة بفروعها لذا فقد عُني العرب بتدارسه وفهمه؛ فكثرت في شرحه وتفسيره وبيان غريبه الكتب والمؤلفات، تباينت مناهجها وتنوعت أساليبها وتقاربت أهدافها وغاياتها. وقد استعانوا على فهم النص القرآني بما بين أيدهم من محفوظ اللغة من خلال تتبع الشعر، وهو ديوان العرب وسجل علومهم وعاداتهم؛ إذ لم يكن لهم علم أصح منه، كما استعانوا بالحديث النبوي الشريف في توجيه مفردات اللغة. وأعان في هذا فكر لغوي وسلائق سليمة قد تقصر عن الاصطلاح أحيانًا مما لا يفقد تلك الجهود قيمتها. ولما لتلك المؤلفات من أهمية في مجال الدرس اللغوي آثرت أن يكون موضوع البحث "المنهج اللغوي للسمين الحلبي في كتابه عمدة الحفاظ"، ذلك لأن السمين الحلبي –رحمه الله - اتبع في كتابه هذا تصنيفًا معجميًا ميسراً ودقيقا يعتمد الترتيب الألفبائي لكل جذر لغوي يعالجه بكافة اشتقاقاته ويفصل في معانيها ويظهر اختلافاتها والفروق بينها، كما أن السمين الحلبي أثرى هذا المعجم بما ساق من الشواهد القرآنية أولاً ومن الأحاديث والشعر وأقوال العرب ثانيًا، إذ إنه معجم لألفاظ القرآن في الأصل فكان اعتماده الأول على الشواهد القرآنية. وهو في ذلك كله يعرض لقضايا لغوية تمس مستويات اللغة المختلفة؛ إلا أن ما يعنينا في هذا البحث تلك القضايا المتصلة بأصول اللغة وفقهها صوتية كانت أم دلالية، أو من قضايا المفردات والغريب والقراءات واللغات وبيان منهجه فيها. لذا كان من المهم أن أقف هذا الكتاب في هذه الدراسة اللغوية في محاولة مع للكشف عن منهجه في عرض القضايا اللغوية المتصلة بأصول اللغة وفقهها. ثم إن لهذا الموضوع جوانب مهمة تتجلى في عدة جوانب منها: ۱. اتصاله بالدراسات القرآنية لكون كتاب عمدة الحفاظ معجما لألفاظ القرآن الكريم. ٢. وفرة القضايا اللغوية المتصلة بعلم اللغة في هذا الكتاب. . كون مؤلف هذا الكتاب علما بارزا في اللغة والنحو، ومواقفه وآراؤه لها مكانها في الدرس اللغوي لذا وجب تسليط الضوء عليها. كل هذه الأسباب دفعتني لاختيار هذا الموضوع وجعله موضوعا لي في مرحلتي الجامعية هذه. وأما من حيث المصادر التي كان لها النصيب الأوفى في بناء مادته، فيأتي في مقدمة ذلك كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي (٧٥٦هـ) بتحقيق الدكتور محمد التنوجي، فهو الكتاب الأساسي الذي قامت عليه هذه الدراسة، ومعاجم ككتاب العين للخليل والصحاح للجوهري، ومقاييس اللغة لابن فارس، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وغيرها من كتب اللغة، وكتب التفسير والقراءات. وأما من حيث الصعوبات التي واجهتني فكان منها تعذر الحصول على بعض المراجع والمصادر، وتشعب الموضوع في ضروب فقه اللغة، كما أن تحقيق الكتاب المطبوع لا يعين كثيرًا على دراسة النص. وأما من حيث خطة البحث، فقد اقتضت مادته أن توزع على أربعة فصول يسبقها مقدمة وتمهيد، ويعقبها حائمة وفهارس أما التمهيد فقد عرفت تعريفاً موجزاً بالسمين الحلبي وكتابه عمدة الحفاظ، والفصل الأول أفردته للحديث عن قضايا الأصوات، وعالجت ذلك في مبحثين، عرضت في الأول منهجه في الإدغام، وفي الثاني منهجه في الإبدال والقلب والإعلال أما الفصل الثاني فقد تحدثت فيه عن أثر القرائن الدلالية في الكتاب، وعالجتها في أربعة مباحث أفردت الأول لقرينة السياق، الثاني للقراءات واللغات أثرها في توجيه الدلالة، والثالث لبيان منهجه في الإفادة من الحديث النبوي والرابع لبيان منهجه في الاستشهاد بالشعر وكيفية الإفادة منه في توجيه الدلالة. أما الفصل الثالث فقد عالجت فيه جملة من القضايا الدلالية، وزعت مادته على أربعة مباحث تحدثت في المبحث الأول عن الدلالة وأنواعها ومنهج السمين الحلبي في عرضها، وفي الثاني عالجت موقفه من التطور الدلالي، والثالث موقفه من الفروق اللغوية، وفي الرابع المترادف والمشترك والأضداد وأما الفصل الرابع فقد أفردته للحديث عن قضايا المفردات، ووزعت مادته على أربعة مباحث تحدثت في الأول عن موقفه من الاشتقاق ومنهجه في عرضه، والثاني عن الأعجمي والمعرب، وفي الثالث عن التذكير والتأنيث، وفي الرابع عن الإفراد والتثنية والجمع. ثم ذكرت في الخاتمة أبرز النتائج التي توصلت إليها، وأعقبت ذلك بفهارس فنية تخدم الكتاب. وأخيرًا فإنني أحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعان ووفق لإتمام هذا البحث، وأسأله أن يجزي كل من أسدى إلي عونًا خير الجزاء في الدنيا والآخرة. وأخص بالشكر والتقدير أستاذي المشرف على البحث د. عمار الددو إذ لم يبخل بالعون والتوجيه. كما أمين لعائلتي الصغيرة - زوجي وأطفالي على ما قدموا من دعم وتفان في سبيل إتمام هذا البحث. فشكرًا لكل يد بيضاء امتدت لتعطي، لتعين، لترشد. والله الموفق، وصلى الله وسلّم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.214 0