Browsing by Author "المقاطي, أبرار"
Now showing 1 - 1 of 1
- Results Per Page
- Sort Options
Item Restricted حقوق الطفل في المواثيق الدولية والاتفاقيات الدولية(جامعة الجزائر 1, 2024) المقاطي, أبرار; دهمي, محمديعتبر الأطفال هبة عظيمة من اللّٰه عز وجل للإنسان، يختص بها من يشاء من عباده و يمنعها عمن يشاء من خلقه، إذ يسعد الفؤاد بمشاهدتهم ، وتقر العين برؤيتهم، وتبتهج النفس بمحادثتهم، فهم زهرة الحياة الدنيا ، ولقد بشرت الملائكة بهم الرسل لقوله تعالى: "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشَّرُكَ بِغُلَامِ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا" سورة مريم الآية 07، وكذلك في قوله تعالى : "نَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمْ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ" سورة آل عمران الآية 39،اذ يعد أطفال اليوم هم شباب الغد، ورجال ونساء المستقبل، وهم مرآة المجتمع، وعلينا إعدادهم إعدادا سليما يشرف الأمة ،لان ذلك يعد حماية لمستقبل البشرية اذ نعتبر مرحلة الطفولة أحد أهم المراحل في حياة الانسان حيث يتصف الانسان في هذه الفترة من عمره بالهشاشة والضعف لكونه يخضع للنمو العقلي والجسدي بشكل مستمر وملحوظ حيث يعيش الطفل هذه الفترة من عمره باعتماده الكلي أو النسبي على والديه أو إخوته أو باقي أفراد أسرته لكونه لا يزال غير مؤهلا للتصرف بشكل مستقل كليا في اتخاذ القرارات ، بحيث يكون الطفل عاجزا عن المطالبة بأهم حقوقه الأساسية أو باتخاذ أي جراء قانوني في حالة إنتهاكها، وهذا ما يستدعي توفير الرعاية الخاصة والحماية القانونية للازمة لفئة الطفولة بإعتبارها فئة هشة و حساسة و مستضعفة مقارنة بغيرها من الفئات في المجتمعات الداخلية وفي المجتمع الدولي ككل، وتجدر الإشارة إلى أن بوادر الاهتمام الدولي بحقوق الطفل قد ظهرت لأول مرة منذ صدور إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924 وصولا إلى إتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989 حيث شكلت هذه الأخيرة منعرجا ومنعطفا حاسما في تاريخ الإهتمام الدولي و القانوني بهذه الفئة حيث لقيت هذه الاتفاقية ترحيبا كبيرا على الصعيد الدولي وصادقت عليها عدة دول في العالم،حيث إتفقت الإرادة الدولية على تبني اتفاقية دولية تعتني بحقوق الطفل والتي جعلت منه كيانا مستقلا له حقوقا خاصة به، ثم دعت الحاجة بعدها إلى تبني بروتوكولين ملحقين للاتفاقية،وقد تبع هذه النصوص القانونية وسائل وآليات تسهر على تكريسها وتفعيلها على أرض الواقع، إذ لا يخفى علينا دور كل من الصليب الأحمر ومنضمة اليونيسيف إذ تختص هذه الأخيرة متابعة واقع الطفولة ومدى التزام الدول بتطبيق بنود اتفاقية حقوق الطفل هذا من جهة86 0