Browsing by Author "آل عقيل, منيرة علي"
Now showing 1 - 1 of 1
- Results Per Page
- Sort Options
Item Restricted المرأة في العائلة الإمبراطورية منذ عهد أغسطس حتى نهاية حكم الإسكندر سفيروس (27 ق.م_235 م)(Saudi Digital Library, 2009) آل عقيل, منيرة علي; حسين، عبدالعزيز حسينمع مجيء حكم الأباطرة انتقلت كافة الحقوق والسلطات التشريعية والتنفيذية تدريجياً من مجلس الشيوخ إلى الإمبراطور فتركزت كل السلطة في قبضته، وقد واكب هذا التغير السياسي تغيراً يوازيه في وضع المرأة الرومانية، حيث حظيت المرأة في عائلة الإمبراطور بمكانة بارزة داخل البلاط انعكست على وضعها ومكانتها في المجتمع، وأصبح لها دور هام ومشاركة فعالة شكلت حرقاً للقانون والعرف الرومانيين في الفترة الممتدة منذ عهد أغسطس حتى نهاية حكم العائلة السفيرية (۲۷) ق . م - ٢٣٥م). وعلى الرغم من سياسة التحفظ التي انتهجها الأباطرة تجاه قريباتهم ، إلا أن النساء في العائلة الإمبراطورية استطعن أن يكرسن مجهوداتهن في تحريك الأحداث السياسية الداخلية وفقاً لطموحاتهن ومصلحتهن الشخصية من خلال مشاركتهن في تولي بعض الأباطرة الحكم أو عزهم عنه مستخدمات في سبيل ذلك كافة الوسائل المتاحة أمامهن، ومع ازدياد سلطتهن داخل البلاط تمكن من مباشرة الحكم وإدارة الدولة بأنفسهن في النصف الثاني من حكم آل سفيروس. ومن خلال مشاركتهن في تقدم الدعاية السياسية اللازمة لحكم الأباطرة بغرض تأييده ودعمه والترويج له، حيث منحن كافة أشكال التكريمات الرسمية التي منحت للأباطرة في الأماكن العامة والتي هدفت إلى تعزيز منزلة الإمبراطور الحاكم أو اختيار وريثه، وظهرن كتجسيد للعديد من الآلهة والفضائل التي رغب الإمبراطور في ادعاء انتسابها إلى عائلته أو نظام حكمه كالعدالة والرخاء والأمن والخصوبة والوئام وغيرها، إضافة إلى إعلان تأليه بعضهن بغرض إضفاء الشرعية على حكم الأباطرة المتبنين والتأكيد على أصولهم المقدسة وانحدارهم من نسل هؤلاء النساء المؤلهات. كما استطاعت بعض هؤلاء النسوة أن يؤثرن في سياسة بعض الأباطرة من خلال إيعازهن لهم بضرورة تشريع بعض القوانين. من جهة أخرى، أتاح قربهن من رمز السلطة الأول في الدولة وهو الإمبراطور الفرصة أمامهن كي يتجاوزن عائق ضعف الوضع المهني للمرأة في المجتمع والاقتصاد الرومانيين فيرزن كراعيات للعلم والعلماء في عصرهن وساهمن في ازدهار الحركة الثقافية بشتى مجالاتها التي كانت روما أحد مراكز إشعاعها بفضل هؤلاء النسوة. كما أوجدن لأنفسهن تفاعلاً نشطاً في الحياة الدينية للرومان من خلال مشاركتهن لهم أثناء أداء الطقوس الدينية أو مساهمتهن في بناء دور العبادة كالمعابد والهياكل وغيرها، كما ساهم تمتع هؤلاء النساء بالعديد من الامتيازات الاستثنائية باعتبارهن قريبات للإمبراطور كحق الأم التي أنجبت ثلاثة أبناء وحقوق كاهنات فستا وحق القداسة التريبيونية وغيرها التي أعفتهن من قيـــود الوصاية على النساء في بروزهن كناشطات في المجال الاقتصادي فاستطعن أن يمتلكن الأراضي والعقارات والعبيد وغيرها وأن يدرن شؤونهن المالية والتجارية بيعاً وشراء وتأجيراً من خلال الوكلاء من الرجال وأن يتبرعن ويساهمن في العديد من المشاريع الخيرية في مجتمعهن. ويعد تميز نساء العائلة الإمبراطورية أمراً أكده تصويرهن في الفن حيث عكست معظ صورهن الجمال الأخاذ والمثالية الفائقة باستثناء صور قليلة لهن تأثرت بالترعة الواقعية، كما عكست صورهن فضل هؤلاء النسوة في ابتكار العديد من أنماط تصفيف الشعر وتطورها عبر الزمن، والتي سرعان ما شاعت بين نساء العامة كموضات مقلّدة، إضافة إلى تميز المظهر الخارجي لهن من حيث نوعية ملابسهن وطريقة تصميمها وارتدائهن لها ومن خلال حرصهن على التزين بالحلي والمجوهرات الثمينة وتفردهن بارتداء بعض الرموز الإمبراطورية كالتيجان والعصائب والأكاليل وشريط الفيتا والانفولا، بصورة أكدت صدق ما أشار إليه الكتاب القدماء عن قوة تأثيرهن ومكانتهن البارزة في البلاط والمجتمع الروماني.7 0