التَّنَاصُّ في شِعْرِ عَلِيِّ بنِ أَحمَد النَّعْمِيّ (ت 1430هـ) (دِرَاسَةٌ نَقْدِيَّةٌ)

Abstract

مُلَخَّصٌ: تَرتكِزُ الدِّرَاسَةُ الحاليةُ عَلَى قِرَاءَة النُّصُوص الشِّعْرِيَّة للشَّاعِرِ السُّعُوديّ الرَّاحلِ (عليّ بن أحمد النَّعمِيّ ت 1430هـ/2009م)، يَرحَمُهُ اللهُ! وتَعْتَمِدُ عَلَى آلِيَّاتِ نَظَرِيَّةِ (التَّنَاصّ)؛ لِكَونِها نَظَرِيَّةً ارتبطتْ بمَفْهُوم النَّصِّ، ومدى تفاعُلهِ مع النُّصُوصِ السَّابِقةِ عليهِ بأشكالٍ مُخْتَلِفَةٍ في التَّوَافُق والاِخْتِلَاف؛ لتؤدِّي وَظَائِفَ تعبيريَّةً وجَمَالِيَّةً مُحَدَّدَةً. وتعُودُ هَذِهِ النَّظَرِيَّةُ، حسبَ ما ورَدَ في مُؤَلِّفاتِ بعض البَاحِثِينَ العَرَبِ، إلى البَاحِثَةِ (چُوليا كريستيڤا)، فقدْ ذَكرَ (محمد عزَّام) في كِتابهِ (النَّصّ الغَائِب) أنَّ مُصْطَلَحَ التَّنَاصِّ وُلدَ عَلَى يَدِ (چُوليا كريستيڤا) عام (1969م)، الذي استنبطتْهُ من (باختين) في دراسته لـ(ديستُوڤيسكي)؛ حَيْثُ وضعَ تَعَدُّدِيَّةَ الأَصْوَاتِ، والحِوَاريَّةَ، دُونَ أنْ يَستَخدمَ مُصْطَلَحَ التَّنَاصِّ. وظهرتْ أَوَّلُ دراسةٍ مطوَّلةٍ بعُنْوَان:" نظريَّة التَّناصِّ" كتبَها جراهام ألان، وترجَمَها باسل المسالمه 2011م، ثمَّ ترجمَهُ محمد الجنديّ في القاهرة 2016م. ولأنَّ القَصِيدَةَ السعودية الحَدِيثَة تَتميَّزُ بتقنياتٍ فنِّيَّةٍ عِدَّةٍ، من أَهَمّها تقنيةُ التَّنَاصّ بمَرْجِعِيَّاتهِ المُخْتَلِفَةِ؛ كالمَرْجِعِيَّة الدِّينِيّةِ، والأَدَبِيَّةِ، والتَّارِيخِيَّةِ، والمورُوثِ الشَّعْبِيّ؛ فقد جاءَتِ الدِّرَاسَةُ الحالية بِهَدفِ الكشفِ عَنِ التَّعَالُقاتِ النَّصّيَّةِ التي جاءَتْ عليها القَصَائِدُ في شِعرِ عليّ بن أحمد النَّعمِيّ، وبيان الأساليبِ الفَنِّيَّةِ التي وظّفها باِسْتِدْعَاء النُّصُوص الغَائِبَةِ ذاتِ المَرْجِعِيَّاتِ المُتَعَدِّدَةِ، ومدَى ما وُلّدَ من دَلَالَاتٍ جَدِيدةٍ في المعانِي والصُّورِ المُبتكرةِ، وكيفَ أَسهَمَ التَّنَاصُّ في تَفْكِيكِ القَصِيدَةِ من قِبل المُتَلَقِّي بما يَتَوَافَقُ مع ثقافتهِ، وتَتَجَلَّى جَمَالِيّاتُ التَّنَاصِّ في شِعْر النَّعمِيّ؛ بما يَعْكِسُ ما يَزخرُ بهِ إرثنا الثَّقَافِيّ، ومدى تأثيرهِ في النُّصُوصِ الحَدِيثَةِ وَفْقَ النَّمَاذِجِ التَّطْبِيقيَّةِ المُخْتَارَةِ.