دور الثقافة التنظيمية في تحسين الأداء المؤسسي بالتطبيق على مستشفيات منطقة نجران

Abstract

في ظل التغيرات السريعة في بيئة الاعمال وعصر تدفق المعلومات والعولمة التي أدت الى تقارب وتداخل عالمي، أصبحت المنظمات ليست لها حدود جغرافية، وأصبح استخدام الأساليب التقليدية في الإدارة يسبب ضعفًا كبيرًا في أداء الإدارة لدورها، مما أدى إلى ضرورة استخدام المفاهيم الحديثة في الإدارة مثل الثقافة التنظيمية. والثقافة التنظيمية تؤدي دورًا مهمًا في صياغة استراتيجيات الإدارة بأشكالها المختلفة وبناء الهياكل التنظيمية وتشكيل اتجاهات العاملين وتحسين أدائهم بالمنظمات، فضلاً عن كون الثقافة التنظيمية تحقق ميزة خاصة للمؤسسة وتسهم في تحقيق أهدافها، وتشكل إطارًا مرجعيًا مرشدًا يهتدي به العاملون في المنظمة. ويشير مفهوم الأداء المؤسسي إلى المخرجات أو الأهداف التي يسعى النظام المؤسسي إلى تحقيقها، ويعني ذلك النجاح في تحقيق الأهداف التنظيمية، كما يعرف على أنه: المنظومة المتكاملة لنتاج أعمال المنظمة في ضوء تفاعلها مع عناصر بيئتها الداخلية والخارجية، ويشتمل الأداء المؤسسي على ثلاثة أبعاد هي: أداء الأفراد في إطار وحدتهم التنظيمية، وأداء الوحدات التنظيمية في إطار السياسة العامة للمؤسسة، وأداء المؤسسة في إطار البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما يشير مفهوم الأداء المؤسسي إلى تحويل المدخلات إلى مخرجات لتحقيق نتائج معينة فيما يتعلق بمحتواها، ويدل مفهوم الأداء على العلاقة بين التكلفة الدنيا الفعالة، وبين التكلفة الفعلية وتحقيق المخرجات، وبين النتائج وبين الفعالية. ولم تشر الأدبيات إلى وجود معايير تستخدم في تحديد مفهوم الأداء المؤسسي ومع ذلك هناك أربعة مقاربات رئيسة سائدة وهي: مقاربة الهدف، وينشأ الناس المؤسسات لهدف معين يحدده أصحاب المصالح، والأداء المؤسسي هو قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها. وتأتي المقاربة الثانية وهي مقاربة موارد النظام، وتشير إلى العلاقة بين المؤسسة والبيئة، فالمؤسسة تكون فعالة عندما تستفيد من بيئتها في الحصول على موارد مرتفعة ونادرة لتحسين عملياتها، وتشير المقاربة الثالثة إلى أن المؤسسة تكون ذات فاعلية عندما يرى أصحاب المصالح المستفيدين من المؤسسة أنها ذات فعالية، ومن المقبول أن المؤسسة التي لديها المزيد من الموارد تستطيع التأثير الأكبر على الأداء، أما المقاربة الرابعة والأخيرة فهي تشير إلى القيم التنافسية، وترى أن الأهداف المؤسسية يتم إنشاؤها بطرق مختلفة من خلال التوقعات المتعددة لقطاعات مختلفة داخل المؤسسة. ويعتبر الأداء المؤسسي من العمليات الإدارية الأساسية التي يمكن من خلالها تطوير المؤسسات والارتقاء بها، إضافة إلى ما تتضمنه تلك العملية من فحص دقيق وتحليل للسياسات والممارسات المتبعة من تخطيط وتنفيذ وقيادة وموارد بشرية ومادية وثقافية، وقد اهتمت الدول العربية بتطبيق مفهوم الأداء المؤسسي في إدارتها المختلفة، وعملت على نشر ثقافة الأداء المؤسسي في كافة مؤسساتها التعليمية والجامعية، التي تركز على أهمية تحقيق الإبداع والشفافية. هدفت هذه الدراسة الى دراسة دور الثقافة التنظيمية في تحسين الأداء المؤسسي بالتطبيق على مستشفيات منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية. ومن خلال إتباع المنهج الوصفي التحليلي ، وتحليل بيانات قوائم الاستبيان باستخدام برنامج SPSS. وتوصل الباحث إلى وجود تأثير ذو دلالة معنوية عند مستوى معنوية أقل من 5% للثقافة التنظيمية في تحسين الأداء المؤسسي في مستشفيات منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية. ويوصي الباحث القائمين على إدارة مستشفيات منطقة نجران بضرورة الاعتمام بالثقافة التنظيمية لما لها من دور فعال في تحسين الأداء المؤسسي.