دراسة بينيَّة بين الموسيقى والرَّسم والتَّصوير لِلطَّالباتِ ضعاف السَّمع بمكَّة المكرَّمة

Abstract

تُمثِّل الموسيقى جانبًا رئيسًا في بناء الحضارة الإنسانيَّة في المجتمع، و قد أصبح بينها و بين سائر الفنون روابط وثيقة. فقد تأثَّرت الموسيقى بفنِّ الرَّسم و التَّصوير الَّذي يُعتبرُ من أهمِّ الفنون الَّتي تُعبِّرُ عن الثَّقافات المختلفة ، ولقوة العلاقة التَّرابطية فيما بين فن الموسيقى و الرسم و التصوير في الأسس البنائيَّة لِكلٍّ منها، و الَّتي تتمحورُ في الإيقاع و التَّباين و الاتِّزان و التَّنوُّع و الوحدة، فقد اهتمَّ الكثيرُ من الفنَّانين التَّشكيليين باستلهامهم للموسيقى و التَّعبير عنها في أعمالهم الفنِّيَّة. وتناولت الكثيرُ من الأبحاث و الدِّراسات السَّابقة الَّتي أُجريِت بين الموسيقى و الرَّسم و التَّصوير لِفئةِ ضعاف السَّمع أهمِّيَّةُ العلاقة بين التخصصين بالاستفادة من الموسيقى كمصدرٍ لاستلهام عناصرها لفنِّ الرَّسم و التَّصوير. ساهمت الدِّراسات البينيَّة بين الموسيقى و الرَّسم و التَّصوير إلى تطوير إستراتيجيَّات التَّعليم لفئة ضعاف السَّمع، بتدريبهم على اكتساب مهاراتٍ تُناسبُ إمكانيَّاتهم و قُدراتهم عن طريق استخدام المعينات و الأجهزة المناسبة لإثراء العمليَّة التَّعليميَّة، باستخدام الموسيقى كمُثِيرٍ يُولِّدُ المشاعر و يُترجمها جماليًّا إلى إبداعٍ تشكيلي، و على الرَّغم من اهتمام وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بفئة ضعاف السمع، لا زالت تلك الفئة تُعانِي من بعض المشكلات في العملية التعليمية لِقِلَّة المنهجيَّات و الإستراتيجيات المتخصِّصة في طرق تدريس الرَّسم و التَّصوير لِفئةِ ضِعاف السَّمع، و من خلال الاهتمام بالرَّبط بين فنَّي الرَّسم و التَّصوير و الموسيقى. يهتمُّ البحث بنقل تأثير الإيقاع الموسِيقِي على فِئة ضعافِ السَّمع و ترجمتها إلى إبداعٍ تشكيليٍّ لموسِيقى الفنَّان عبد الحليم حافظ و هو من أهمِّ المطربين المعاصرين الَّذين صنعوا مجد الأغنية العربيَّة، وربط الموسيقى بالمجتمع و بالهويَّة الوطنية و التاريخ. يهدف البحث إلى الاستفادة من الدراسات البينية بين الموسيقى والرسم و التصوير لِتعلُّم أسس الرسم و التصوير لفئة ضعاف السمع، و يفترضُ البحث إمكانيَّة الاستفادة من الدِّراسة البينيَّة بين الموسيقى و الرَّسم و التَّصوير لفئة ضعاف السَّمع. وقد اتَّبع البحث المنهج الوصفي التحليلي منهجًا للدِّراسة في الإطار النظري، و المنهج التجريبي في الإطار .و توصَّل البحث في نتائج الدِّراسة إلى أنَّ استجابة فئات ضعاف السَّمعِ للتجربة العملية للدراسة البينية بين الموسيقى والرَّسم و التصوير لضعاف السَّمع كانت فعَّالةً، و أنَّ 80 % من إجمالي مفردات عينة الدراسة كانت استجابتهن لاهتزازات الموسيقى قويَّة، و هُنَّ الفئة الكُبرى بين ضعاف السَّمع، مِمَّا ساهم في إثراءِ العملِيَّة التَّعليميَّة لديهِن. و أنَّه يُمكنُ الاستِفادة من الدِّراسة البينيَّة بين الموسِيقى و الرَّسم و التَّصوير لفئة ضعاف السَّمع في تشابُهِ إيقاعِ الموسيقى بإيقاع اللَّوحة التَّشكيليَّة. و أوصى البحثُ بالاهتمام بتطويرِ فئةِ ضِعافِ السَّمع حسب برنامج رُؤية المملكة العربيَّة السُّعوديَّة 2030 .