تأثير التمييز داخل العمل والعزلة الاجتماعية على نوايا انسحاب المغتربين من الدولة المضيفة: الذكاء الثقافي كوسيط تفاعلي

Abstract

المستخلص تُعد مهام العمل الدولية إحدى نتائج العولمة والتي تمثل حجر الزاوية في نجاح المنظمات متعددة الجنسية. وقد ركزت الأبحاث في مهام العمل الدولية تقليديًا على المغتربين والذين يعرفون بأنهم أفراد ينتقلون مؤقتًا إلى بلد مضيف للعمل بالمنظمة (Panda, Pradhan, & Singh, 2022)، حيث يلعب المغتربون دورًا حاسمًا في المنظمات من خلال توفير المهارات والخبرات الفريدة، وتوسيع نطاق المنظمة عبر الحدود، وتعزيز التنوع الثقافي والتفاعل داخل المنظمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمغتربين تعزيز العلاقات الدولية والتجارية للمنظمة وتوسيع الشبكة الدولية (Johnson, 2023; Lehtonen, Koveshnikov & Wechtler, 2023; Yasmin, 2024). لذا، يجب على المنظمات الدولية توفير بيئة داعمة لهؤلاء المغتربين، ومن أهم مظاهر الدعم التي يمكن أن تقدمها المنظمة، هي المعاملة العادلة والمساواة في التعاملات بين كافة الأفراد العاملة، مهما اختلفت جنسياتهم مما يعطي المغتربين إحساسًا بالراحة النفسية والألفة الاجتماعية داخل بيئة العمل. ونظرًا لما يواجه المغتربين من تحديات ومشاكل عديدة في الدول المضيفة، سعت هذه الدراسة للتركيز على بعض العوامل السيكولوجية التي قد تدفع المغتربون للتفكير في مغادرة الدولة المضيفة وهي شعور التمييز داخل العمل والاحساس بالعزلة الاجتماعية؛ كذلك سعت الدراسة لاختبار الدور الوسيط التفاعلي للذكاء الثقافي على العلاقة بين الشعور بالعزلة الاجتماعية ونوايا الانسحاب من الدولة المضيفة. تمثل مجتمع الدراسة في العاملين المغتربين العرب العاملين بالمملكة العربية السعودية باستثناء العمالة من الدول الخليجية، وتكونت عينة الدراسة من 534 مفردة من المغتربين العرب بالمملكة العربية السعودية. ولاختبار فروض الدراسة، تم استخدام أسلوب المعادلات الهيكلية (SEM). وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن التمييز داخل العمل والشعور بالعزلة الاجتماعية يؤثران ايجابيًا على نوايا الانسحاب من الدولة المضيفة. وعلى عكس المتوقع، لم يكن هناك تأثير معنوي للذكاء الثقافي على العلاقة بين الشعور بالعزلة الاجتماعية ونوايا الانسحاب من الدولة المضيفة. ولتحقيق فهم وتفسير لهذه النتيجة قامت الباحثة بعمل عدد من المقابلات اللاحقة شبه الهيكلية مع بعض من مفردات العينة من المغتربين، وتوصلت إلى أن هذه النتيجة قد تعود لعدد من الأسباب المحتملة منها على سبيل المثال العوامل الأسرية الخاصة بالمغترب وعدم قدرة أسرته على التكيف مع الدولة المضيفة. وقد أوصت الدراسة بضرورة قيام منظمات الأعمال بالإشراف على الممارسات والسلوكيات التمييزية التي قد يتبعها بعض المديرين أو الزملاء تجاه أقرانهم المغتربين والعمل على الحد منها وذلك لتحقيق المساواة بين جميع العاملين بالمنظمة بغض النظر عن جنسياتهم أو انتمائهم أو خلفياتهم الثقافية. الكلمات الرئيسية: التمييز داخل العمل، العزلة الاجتماعية، الذكاء الثقافي، نوايا الانسحاب، المغتربين، المملكة العربية السعودية.