دور المؤسسات الحكومية في تحقيق التنمية المستدامة للمواطنين دراسة سوسيولوجية لمنطقة حائل، السعودية

Abstract

لقد برزت التنمية المستدامة كهدف عالمي بالغ الأهمية، وهو يلخص التوازن المعقد بين النمو الاقتصادي، والاندماج الاجتماعي، وحماية البيئة. بينما تسعى الدول والمناطق إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، أصبحت أهمية دمج الاستدامة في جميع جوانب السياسات والممارسات واضحة بشكل متزايد. وتتعمق الدراسة الراهنة في الطبيعة المتعددة الأوجه للتنمية المستدامة، وتستكشف كيف تسهم القطاعات المختلفة في استدامة المنطقة ويمكنها تعزيزها (أحمد 2019: 117). إن مفهوم التنمية المستدامة معقد بطبيعته، وينطوي على التنسيق بين مختلف العناصر المجتمعية لتحقيق الرخاء على المدى الطويل. فهو يتطلب فهم كيفية القيام بالأنشطة الاقتصادية دون استنزاف الموارد الطبيعية، وكيف يمكن هيكلة النظم الاجتماعية لتعزيز العدالة والشمول، وكيف يمكن إدارة الممارسات البيئية للحفاظ على النظام البيئي للأجيال القادمة. وبما أن هذه العناصر مترابطة بشكل وثيق، فإن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب اتباع نهج متكامل وشامل (البركي 2012: 63). إحدى المناطق التي تجسد التحديات والفرص المرتبطة بالتنمية المستدامة هي منطقة حائل. تقع مدينة حائل في المملكة العربية السعودية، وتسعى بنشاط لتحقيق التنمية المستدامة عبر جهات متعددة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية وحماية البيئة والخدمات الإلكترونية. وتوفر هذه المنطقة دراسة حالة فريدة لدراسة كيفية تفاعل هذه القطاعات المتنوعة ومساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي مجال الرعاية الصحية، تواجه المنطقة فوارق كبيرة، لا سيما بين المناطق الحضرية والريفية. على الرغم من حدوث تحسينات في البنية التحتية للرعاية الصحية، إلا أن قضايا إمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف والجودة لا تزال قائمة. وبالمثل، يكشف قطاع التعليم عن تحديات مثل عدم كفاية البنية التحتية، والفوارق بين الجنسين، والفجوات في المناهج الدراسية التي تحتاج إلى معالجة لتتوافق مع أهداف التنمية المستدامة (الرؤية الشاملة لمدينة حائل 2024). ويلعب تطوير البنية التحتية في حائل دورًا حيويًا في دعم النمو الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة. إن تعزيز شبكات النقل، وضمان الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وتشجيع مصادر الطاقة المتجددة، هي مكونات حاسمة تدفع عجلة الاستدامة. ومع ذلك، يجب تعزيز هذه الجهود بشكل مستمر لمواكبة المتطلبات المتزايدة في المنطقة. وتُعد حماية البيئة مصدر قلق ملح آخر لمنطقة حائل، حيث تهدد التحديات مثل التصحر وندرة المياه وتلوث الهواء التوازن البيئي. وتشمل الاستراتيجيات الفعالة لمكافحة هذه القضايا جهود الحفظ، وممارسات الاستخدام المستدام للأراضي، ومشاركة المجتمع في المبادرات البيئية (الرؤية الشاملة لمدينة حائل 2024). وعلاوة على ذلك، فقد تم تحديد ظهور الخدمات الإلكترونية باعتباره حافزا رئيسيا للتنمية المستدامة. ومن الممكن أن يسهم توسيع الوصول إلى المنصات الرقمية، وتعزيز المعرفة الرقمية، والاستفادة من التكنولوجيا لتقديم الخدمات بكفاءة، بشكل كبير في تحقيق الاستدامة من خلال تحسين الوصول إلى المعلومات والخدمات العامة والفرص الاقتصادية (الرؤية الشاملة لمدينة حائل 2024). تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تحليل شامل لجهود التنمية المستدامة في منطقة حائل. ومن خلال دراسة الأطر النظرية وإجراء الدراسات الميدانية، يسعى البحث إلى الكشف عن الوضع الحالي لمختلف القطاعات وتحديد المسارات لتعزيز الاستدامة. وستركز الدراسة على مساهمات الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية وحماية البيئة والخدمات الإلكترونية في التنمية المستدامة الشاملة للمنطقة. كما تحاول فهم الديناميات المعقدة وتحليلها للتنمية المستدامة في منطقة حائل، وتقدم رؤى حول التحديات والفرص التي تنتظرنا. ومن خلال تحليل مفصل للقطاعات الرئيسية، يهدف التقرير إلى تقديم توصيات قابلة للتنفيذ لتعزيز مستقبل أكثر استدامة. والهدف النهائي هو الانتقال من الفهم الواسع للتنمية المستدامة إلى حلول عملية محددة يمكن تنفيذها في منطقة حائل، وبالتالي المساهمة في السعي العالمي لتحقيق الاستدامة.