أحكام إدارة الجمعيات الخيرية لأموال الزكاة دراسة فقهية

Abstract

أهمية الموضوع: أولاً : تبرز أهميته بكونه يُعنى بفريضة الزكاة، والتي هي ثالث أركان الإسلام مع ما يُستجد من تنظيم وترتيب لهذه الفريضة جبايةً وتفريقاً، وما يترتب على ذلك من مسائل حادثة، تمس الحاجة لبيان أحكامها الشرعية. ثانياً: إبراز جانب مهم من فقه التصرف في الزكاة على ضوء الشريعة الإسلامية، للقائمين على أمور الزكاة بشكل عملي في شتى الجمعيات والمؤسسات الخيرية، التي أوكل إليهامثل هذه المهمة. ثالثاً : إذا كانت الجمعية الواحدة تحتاج إلى مثل هذه المسائل بشكل مباشر، فإن مما يزيد أهمية هذا الموضوع؛ أن نعرف أن عدد الجمعيات الخيرية في المملكة يتجاوز (٥٩٣) جمعيَّة خيرية موزعة على مناطق المملكة وفق إحصائية عام ١٤٣٢هـ (١) ، غالبها مخول باستقبال الزكاة وتفريقها، وفقاً لما ورد في لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية (٢). ولعل طرح مثل هذا الموضوع يتماشى مع ما ورد في المادة الأولى من اللائحة الموحدة للدراسات العليا في الجامعات السعودية، والتي تنص في إحدى فقراتها : على أن تكون المواضيع المقدمة تعالج قضايا المجتمع السعودي أسباب اختيار الموضوع اختياري لهذا الموضوع يرجع إلى أمور منها: ١- انتشار الجمعيات الخيرية في المملكة، وهذا يستلزم العناية بها، والمشاركة بالرقي بأعمالها، وفق ما يقرره فقهاء الإسلام؛ لاسيما وأنها تقوم بهذه الفريضة العظيمة أعني فريضة الزكاة. ٢- من الأسباب الشخصية لاختيار هذا الموضوع هو مشاركتي في جانب من العمل الخيري، حيث إنني عملت مسؤولاً مالياً في إحدى الجمعيات الخيرية بمحافظة حفر الباطن، وعضواً في مجلس إدارتها، وكانت تعرض لنا مسائل تحتاج لبيان الحكم الشرعي فيها، الأمر الذي حفزني لجمع المسائل التي هي مظنة احتياج القائمين على أموال الجمعيات الخيريةأهداف البحث: 1 - الرقي بالعاملين في الجمعيات الخيريَّة من خلال الجمع بين خيريتين، أحدهما الخيرية التي تقوم عليها الجمعيات الخيريَّة والمتمثلة في نشر الخير ونفع الناس، كما قال : «خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ» (١) ، وبيَّن خيريَّة الفقه في الدين، كما قال : «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ بِهِ خَيْرًا - المشاركة في العمل الخيري من خلال تقديم بحث يجمع شتات عدد من المسائل التي يحتاجها العاملون في الجمعيات الخيرية . - التعرف على الجوانب التطبيقية لإدارة أموال الزكاة في الجمعيات الخيرية بالمملكة العربية السعودية، وتعزيز الجوانب الإيجابية ومعالجة ما قد يطرأ من عقبات أو قصور في تلك الجوانب التطبيقية نشر الوعي بفريضة الزكاة وأهدافها السامية لدى شريحة من المجتمع، ولعل هذا يتماشى مع ما ورد في توصيات المؤتمر العالمي للزكاة المنعقد في كوالالمبور بماليزيا في الفقرة التاسعة يناشد المؤتمر أجهزة الإعلام والجامعات ومراكز البحوث والدراسات في العالم الإسلامي بالتعريف بالزكاة وأحكامها وآثارها لإيجاد وعي عام بين المسلمين نحو تطبيقها(۳)، وما هذا البحث إلا مشاركة متواضعة مني في هذا الجانب.