الشواهد النثرية عند الشاطبي في المقاصد الشافية
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Saudi Digital Library
Abstract
اتفق النحويون على الرغم من اختلاف مذاهبهم على جواز الاستشهاد بالنثر العربي والاعتداد به في مسائل النحو والتصريف، كيف لا؛ وهو الأقرب إلى تمثيل اللغة التمثيل الصادق الحي، المحاكي للغة الحياة اليومية بكل تفاصيلها. فالنثر لغة الفطرة، وهو أبعد ما يكون عن التصنّع ومقتضيات الضرورة التي قد تحيد باللغة عن سياقها الطبيعي. وقد حرص كثير من النحويين على تدعيم قواعدهم بالشواهد النثرية التي تعزز من صحتها، وكان من هؤلاء النحويين الإمام أبو إسحاق الشاطي، وهو عالم حجة، مشهود له بالإمامة والفضل صاحب كتاب المقاصد الشافية شرح الخلاصة الكافية)، الذي شرح فيه ألفية ابن مالك ويعد كتابه أوسع شروح هذه الألفية؛ إن يكن أوسع كتب التراث النحوي عامة. وقد حفل (المقاصد) بكم كبير من الشواهد النثرية حتى أصبح موسوعة في بابه وهذه الكثرة تعد ظاهرة تستحق البحث والدراسة. من هنا جاءت هذه الدراسة المتواضعة في محاولة للكشف عن الشواهد النثرية عند الشاطي، من خلال رسم صورة واضحة لشخصيته النحوية، وتحليل مواقفه النحوية، وتحديد منهجه في تناول الشواهد، والاحتجاج بها. وجاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وفصول خمسة، أما المقدمة فقد بينت أسباب اختيار الموضوع، وخطته العامة وفي التمهيد تم التعريف بالإمام الشاطبي وكتابه المقاصد الشافية، ثم تناول مكانة السماع بين أصول الاستدلال النحوي. وجاء الفصل الأول تحت عنوان: منهج الشاطبي في تناول الشواهد النثرية، وفيه أربعة مباحث تناول المبحث الأول منهج الشاطبي في عرض الشواهد، ومدى عنايتهبتوثيقها، ونسبتها إلى قائليها وتناول المبحث الثاني عنايته بألفاظها، وتعدد الروايات فيها. أما المبحث الثالث فتناول عناية الشاطبي بترتيب شواهده، ودرجاتها في الاستدلال، وفي المبحث الرابع تعرض البحث إلى ثقافة الشاطبي الفقهية والأصولية، ومدى اتكائه عليها في تناوله الشواهد والمسائل النحوية والتصريفية. أما الفصل الثاني والثالث والرابع فكان الحديث فيها عن مصادر السماع النثرية عند الشاطي، فانفرد الفصل الأول بشواهد القرآن الكريم والقراءات القرآنية، وجاء في ثلاثة مباحث تعرض المبحث الأول إلى مكانة القرآن الكريم بين أصول الاستدلال السماعية عند الشاطي، وانصرف المبحث الثاني إلى موقف الشاطبي من القراءات المتواترة، ثم الحديث في المبحث الثالث حول موقفه من القراءات الشاذة. واشتمل الفصل الثالث على ثلاثة مباحث أيضا، اقتصر الحديث فيها على شواهد الحديث الشريف والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين ناقش المبحث الأول حجية الحديث الشريف عند النحويين وتناول المبحث الثاني موقف الشاطبي من الاحتجاج بالحديث وانصرف المبحث الثالث إلى دراسة منزلة الأحاديث عند الشاطبي، ومظاهر استدلاله بها. وتوقف الفصل الرابع عند كلام العرب المنثور تناول المبحث الأول منه أقوال العرب الفصحاء، واختص المبحث الثاني بالأمثال أما المبحث الثالث فجاء الحديث فيه عن لغات العرب ولهجاتهم. أما الفصل الخامس فجاء بعنوان: أثر الشواهد النثرية في فكر الشاطبي النحوي، وتحته ثلاثة مباحث المبحث الأول اختص بآرائه واجتهاداته في الأصول العامة، وتناول المبحث الثاني اختياراته وترجيحاته في المسائل النحوية والتصريفية، وعرض المبحث الثالث جانبا من اعتراضاته النحوية والتصريفية على النحويين. وبعد ذلك جاءت الخاتمة لتلم بأهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.