تأثير الهجرة الداخلية على اتجاه النمو العمراني لددينة البكيرية

Abstract

تناولت هذه الدراسة تأثير الهجرة الداخلية على اتجاه النمو العمراني المدينة البكيرية. وقامت في بدايتها على معرفة مراحل النمو السكاني واتجاه التطور العمراني، وفق التعدادات الرسمية للسكان والتعرف إلى حجم الهجرة ومصدرها، كذلك البحث عن دوافعها وأسبابها، وبيان أهم السمات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين، والكشف عن العلاقة بين النمو العمراني السكني وعدد المهاجرين، وأسباب تركز المهاجرين في الأحياء الشمالية الغربية، ومن ثم تحليل الآثار التي لحقت بالمدنية نتيجة تتابع الهجرة السكانية نحوها. ارتكزت هذه الدراسة على الاستبانة في جمع البيانات والمعلومات الخاصة من الميدان مباشرة، وقد وزعت على ۱۰ أحياء وشكلت نسبتهم ٥٠% من أحياء المدينة، أما حجم العينة فقد بلغ ١٥% من كل حي، ووصل عددهم إلى ۲۸۷ استمارة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الاستقرائي وتم الاستعانة ببرنامج Spss - Arc Gis لغرض تحليل البيانات واستخراج الخرائط والرسوم البيانية. وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: تضاعفت مساحة التطور العمراني في فترة وجيزة حيث بلغت مساحته ٤٥.٣ كم ٢ في عام ١٤٣٥هـ بزيادة بلغت ٢٢.٥ كم ٢ من عام ١٤٣١هـ يعود السبب في ذلك إلى الهجرة السكانية التي شهدتها وتشهدها المدينة، حيث تمثلت تلك الفترة بأعلى معدلات الهجرة إلى المدينة بنسبة بلغت ٣١.٥%، وتبين أن معظم المهاجرين إلى مدينة البكيرية من منطقة القصيم بنسبة ٤٦.٢ ، ومن حيث المدن تصدرت الرياض أكثر المدن إرسالاً للمهاجرين بنسبة وصلت إلى ٤٥.٦% ، أما من حيث المراكز احتل مركز الشيحية المرتبة الأولى بنسبة ٢١٠٤%، واتضح أن نمط الهجرة إلى مدينة البكيرية هي الهجرة الحضرية، وتعد الدوافع الاقتصادية المتمثلة بانتقال العمل هي المحرك الرئيس للهجرة، وأخذت الهجرة الشكل الأسري بنسبة ٩٣.٥% . فيما يخص خصائص المهاجرين توصلت الدراسة إلى أن معظمهم يقعون في الفئة العمرية ٤٠-٤٩ سنة بنسبة %٢٧.٢% من الذكور المتزوجين بمستوى تعليم ثانوي، مساكنهم ملك ويقطنون الفلل بنسبة ٥٣.٣% ، وغالبيتهم يعملون في وظائف حكومية داخل مدينة البكيرية، وتتراوح دخولهم ما بين ٦٠٠٠-۹۹۹۹ ريالاً، وتوصلت الدراسة إلى أن هناك علاقة طردية بين موقع الحي ونسبة المهاجرين، حيث تبين أنه كلما ابتعدنا عن القلب نحو الأطراف ازدادت النسبة وبلغت في بعضها ۱۰۰% كحي القادسية والأمل والرياض والريان، نتيجة الضغط السكني في مركز المدينة وارتفاع أسعار الأراضي في المخططات الخاصة في وسطها وعلى أطرافها المخدومة نسبيًا، واتضح أن السبب الرئيس في اختبار الحي مقصدا للسكن عند المهاجرين في تلك الأحياء هو رخص ثمن الأرض والإيجارات إلى جانب توفر أراضي المنح الحكومية التي ساعدت بشكل كبير في نمو العمران وخصوصا بعد عام ١٤٣١هـ، بالرغم من عدم توفر الخدمات وإن توفرت فهي ما بين جيدة إلى رديئة. من وأوصت الدراسة بضرورة تنظيم توجه النمو العمراني وتركزه لرفع كفاءه الأداء العمراني، الحد ، التمدد الأفقي السريع والمحافظة على الموارد، تخطيط وتطوير الأرياف والسعي لتثبيت السكان بمناطقهم، التعاون المشترك بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتوفير أراض سكنية تتناسب مع مستويات الدخل والتأكد من توفر جميع التجهيزات الأساسية والمرافق قبل تقسيمها وعرضها تحت الطلب، تشجيع الاستثمارات الخاصة في أحياء الأطراف والتي تساهم في سد حاجة سكانها من الخدمات، إنشاء قاعدة معلومات تعنى برصد الزيادات السكانية في كل حي؛ من أجل توفير الخدمات والمرافق وتوزيعها بما يتناسب مع طبيعة السكان وكثافتهم والتعرف إلى الأراضي الشاغرة ومدى توافقها مع الزيادة المستقبلية للسكان.