التحولات الثقافية وتغير قيم الأسرة السعودية(دراسة في تحليل محتوى الروايات)

Abstract

اهتمت الدراسة بالتحوّل الثقافي وقيم الأسرة السعودية، حيث هدفت إلى تحديد أثر التحول الثقافي على قيم الأسرة السعودية، كما صورتها الروايات السعودية التي تناول كتابها هذه الجوانب بشكل مباشر أو ضمني باستخدام منهج تحليل المحتوى. وعليه فقد تكونت عينة الدراسة من (١٤) أربعة عشر عملاً روائياً، صادرة ما بين عامي (۲۰۲۰-۲۰۰۰م، وبلغ إجمالي عدد الصفحات التي تم تحليلها باستخدام أداة تحليل المضمون أكثر من (٢٥٥٠) صفحة تناولت حياة المجتمع السعودي ما قبل توحيد المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى مرحلة التوحيد ومروراً بأهم الأحداث التي مر بها المجتمع والأسرة السعودية، وتحليلها في ضوء ما ورد فيها خلال كل تلك المراحل، ومن خلال معطيات الفترات المحددة في التحليل والواقع الحالي. وبذلك توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، ثم تنظيم عرضها تحت أربعة إيضاحات رئيسية، على النحو التالي: (نتائج عامة نتائج مرتبطة بالدراسات السابقة، نتائج مرتبطة بالنظرية المعرفية لكارل مانهايم نتائج مرتبطة ببرنامج التحول الوطني ورؤية المملكة ٢٠٣٠م) ، كما ركزت الدراسة على تتبع مفهوم "التحول الثقافي"، ابتداء من ربطه بأدبيات الدراسة وعناصرها من: مجتمع سعودي وثقافة وأدب وأسرة سعودية، وصولاً إلى تحديد تعريف حديث لمفهوم التحول بناءً على ما توصلت إليه الدراسة. وفي السياق ذاته، لخصت أهم النتائج العامة وجود تأثيرات إيجابية عديدة ونتائج سلبية محدودة للتحول الثقافي على قيم الأسرة السعودية، وكان لارتفاع مستوى الوعي المنسق مع مدخلات الثقافة المتتابعة دوره في الحفاظ على توازن قيم الأسرة وضبط الخلل الذي قد يعتريها، حيث تشير المعطيات العامة لنتائج الدراسة إلى أنه سيستمر بما يضمن (بإذن الله تعالى) الحفاظ على الكيان الأسري وفق الفطرة السوية، رغم الاستهداف المتزايد من جهات معادية خارجية على تفتيت مفهوم الأسرة، والخروج بها عن الشكل السوي. وعلى هذا يُعزز هذا الاستنتاج ما خلصت إليه الدراسة من خلال العينة (الروايات) في أن التنشئة ما تزال تؤدي دورها داخل الأسرة السعودية التي عززت من أساليبها في التنشئة، كما تؤكد مختلف الروايات التي مثلت عينة الدراسة أن الزواج ما يزال هو الرباط المقدس في المجتمع السعودي، على الرغم من التحولات الثقافية في بعض جوانب شروطه التي خففت من سطوة الأعراف الاجتماعية، وطبيعة العلاقة بين الزوجين المتغيرة بفعل المدخلات الحديثة، بما لا يؤثر على قيم العلاقة الثابتة في كيان الأسرة السعودية. وفي جانب القيم الدينية، خرجت الدراسة بأن العينة تشير إلى ترسخ قيم الدين وتأثيرها الكبير في المجتمع السعودي، وهذا ما تؤكده نظرية (كارل مانهايم بأن الدين يؤثر تأثيراً بالغاً في ثبات واستقرار المجتمع، وهذا يلفت إلى أن المجتمع السعودي يستوعب متغيرات العصر، محافظاً على دينه وقيمه الوطنية. وفي ضوء ذلك، فإن المجتمع ما زال غنياً بقيمه التي تتشكل في حاضنة الأسرة، وتتجسد في وحدة وطنية وثقافية واجتماعية راسخة وواضحة المعالم.