الواجب وغير الواجب في كتاب سيبويه

Abstract

تناول البحث ثنائية الواجب وغير الواجب انطلاقا من الإطار النظري لنظرية الأعمال اللغوية؛ لإبراز الاتجاه التداولي الذي كان حاضرا في ضبط النحاة للقواعد النحوية، واعتبار هذه الثنائية اللبنة الأولى التي بني عليها سيبويه القواعد النحوية التي ربطها بمعاني الكلام من خلال إبراز منزلة معاني الكلام عند سيبويه في تسيير المحال الوظيفية والعوامل والعلامات الإعرابية وغيرها من الأصول التي بني عليها النّحو العربي دون إسقاط للمفاهيم التداولية على المفاهيم النحوية العربية. وتناولت الدراسة ثنائية الواجب وغير الواجب باعتبارها ثنائية تامة الاستقلال عن ثنائية الإنشاء والخبر وإن كانت كلتا الثنائيتين وضعتا لضبط معاني الكلام في النحو العربي، وكشفت أن معايير ضبط المعاني التي وضعها النحاة لكل من هاتين الثنائيتين مختلفة، وظهر ذلك . من خلال اختلاف التراكيب التي تنضوي تحت كل منهما. وتتضمن الدراسة ستة فصول يسبقها المقدّمة، ويتلوها الخاتمة، ثم الفهارس الفنية. وعُرض في الفصل الأول نتائج البحوث السابقة والجهود التي حاول بها بعض الباحثين الربط بين ثنائية الواجب وغير الواجب وثنائية الإنشاء والخبر، وتم عرض هذه البحوث بحسب الإطار النظري التي تستند إليه. أما الفصل الثاني إلى الخامس فقد عُرض فيها كل ما يتعلق بثنائية الواجب وغير الواجب في كتاب سيبويه، وأبتدِئَتْ هذه الفصول بمفهوم الواجب وغير الواجب بالكتاب وصلة هذين المفهومين بما وجد عند الفقهاء والمتكلمين، وأبرز فيها ارتباط الحروف بمعاني الكلام وتأويل النحاة لهذه الحروف في محتواها الدلالي بالأفعال فكأنها نوائب عن الأفعال، وهو تمييز يضارع تمييز (روس) صاحب الفرضية الإنشائية بين البنية السطحية والبنية العميقة، كما بينت هذه الدراسة دور هذه الثنائية في ضبط علامات الإعراب كرفع المضارع إذا دلّ على الواجب، ونصبه إذا دل على غير الواجب وحاولت الدراسة حصر التراكيب التي تندرج تحت هذه الثنائية سواء أنص سيبويه على وجوبها أو عدم وجوبها أم لم ينص على ذلك. كما بينت الدراسة أن معاني الواجب ألصق بالجملة الاسمية، ومعاني غير الواجب ألصق بالجملة الفعلية. وكشفت الدراسة أن معاني الكلام التي تقع في الصدر وتدلّ على معنى يؤثر في المضمون القضوي تنقسم ثلاثة أقسام: وهي المعاني المؤسسة غير المقيَّدة والتي نسب إليها معنى الواجب وغير الواجب مثل: (إنّ) و (كان) في الواجب، و(النهي)، و(الاستفهام) في غير الواجب، والمعاني المؤسسة المقيَّدة؛ لكونها ترتبط بمعنى آخر يحدد منزلتها ومعناها كالاستثناء فهو يقع صدر جملة مختصرة تكون ضد الجملة الأولى، والمعاني غير المؤسسة وهي لا تدلّ على الواجب أو غير الواجب إذ لابد أن تدخل على المعاني المؤسسة التي تدلّ على الواجب أو غير الواجب كالقسم والنداء، وتقوى هذه المعاني إذا عجمت صدر الكلام وتضعف بترك الصدر. وتناول الفصل السادس مسيرة هذه الثنائية بعد كتاب سيبويه إذ عُرض فيه الكتب التي حافظت على هذه الثنائية والكتب التي لم تحافظ على هذه الثنائية، والمفاهيم التي عوضت عنها.