ملامح التنشئة الاجتماعيّة في حكم لقمان مع ابنه(دراسة نظريّة في إطار القيم الاجتماعيّة في القرآن الكريم

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن ملامح التنشئة الاجتماعيّة في حكم لقمان مع ابنه، وعن منظومة القيم الاجتماعيّة التي تحتوي عليها هذه الحكم، وعن مدى ارتباط هذه المنظومة القيميّة بالتنشئة الاجتماعيّة. وقد استخدم الباحث المنهج التحليليّ الاستنباطيّ، باستخدام أسلوب تحليل المحتوى، وذلك بتحليل الآيات التي فيها حكم لقمان مع ابنه؛ الآيات 12-19 من سورة لقمان في القرآن الكريم، واستخراج قواعد البناء القيميّ ومنظومة القيم الاجتماعيّة منها. وقد توصّلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمّها: أنّ القرآن الكريم مرجعيّة أساسيّة لظاهرتي التنشئة الاجتماعيّة والقيم الاجتماعيّة، ومن مضامين آياته يمكن أن نخرج بنصوص تنظيريّة للظّاهرتين على حدّ سواء؛ أنّ كلّ ما في القرآن الكريم من أمر أو نهي أو توجيه وتعليم أو قصّة يُعتبر بناء قيميّا للفرد المسلم؛ أنّ قيمة العقيدة وتوحيد الله سبحانه وتعالى هي أساس القيم كلّها، وعليها تنبني المعايير والاتّجاهات؛ أنّ كيان حياة الإنسان الفرد على وجه الخصوص والمجتمع الإنسانيّ على وجه العموم مرتبط ارتباطا وثيقا بالقيم والتي هي تضبط سلوك الإنسان الفرد وتعرّف بشخصيّته التي يُعرف بها، كما تحدّد اتّجاه حضارة المجتمع وتَوجُّهه ورؤيته، فإنّ الفرد بلا قيم فرد لا ذات له ولا هويّة ولا شخصيّة، والمجتمع بلا قيم مجتمع معدوم الرؤى مفقود معالم الحضارة؛ أن التنشئة الاجتماعيّة والقيم الاجتماعيّة ظاهرتان اجتماعيّتان متلازمتان، وارتباط إحداهما بالأخرى وثيق، فلا تنشئة تقوم بلا قيم، ولا قيم تبقى أو تنمو إلا بتعزيزها في النّاشئين وتنشئتهم عليها؛ أنّ دور الأب في تنشئة الأولاد لا يعوّض بدور غيره من الأشخاص؛ فهو المسؤول الأساسي عن التنشئة وتعزيز القيم لدى الأبناء لمكانته ودوره الاجتماعيّ في الأسرة؛ وأنّ إجراء مثل هذه الدراسة يدعو المتخصّصين في العلوم الاجتماعيّة خاصّة والعلوم الإنسانيّة عامّة إلى خدمة كتاب الله القرآن الكريم بدراسات متخصّصة أخرى من مباحث هذه العلوم وأدبيّاتها. وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات، كان من أبرزها: ضرورة التطبيق العمليّ لحكم لقمان مع ابنه، والاستفادة منها من قبل الأسرة وخاصّة الآباء، ومن قبل المهتمّين بتنشئة الناشئين من مؤسّسات التنشئة الاجتماعيّة؛ ضرورة مشروع دراسات وبحوث " ميدانيّة ونظريّة" تهتمّ بدراسة أسباب التناقض بين القيم الاجتماعيّة الإسلاميّة التي كشفت عنها هذه الدراسة وواقع المسلمين، ودراسة كيف تنقل هذه القيم من إطارها النظريّ إلى التطبيق العمليّ والممارسة العمليّة اليوميّة؛ ضرورة الاهتمام بموضوع القدوة في كافّة مناحي الحياة الاجتماعيّة ولدى مختلف فئات وشرائح المجتمع؛ وعلى الباحثين الاجتماعيّين إجراء دراسات متخصّصة من نصوص القرآن الكريم لتناول مختلف الظواهر الاجتماعيّة؛ لأنّ في القرآن الكريم أصولا مرجعيّة لكلّ ظاهرة اجتماعيّة بوصفه أهمّ مصادر المعارف الإنسانيّة