حركة الإلحاد الجديد في الغرب - دراسة تحليلية نقدية -

Abstract

في مطلع القرن الحادي والعشرين الميلادي ظهرت حركة في الغرب تسمى “The New Atheism” أو: «الإلحاد الجديد»، وهي عبارة عن حركة تجمع مثقفين علمانيين إنسانيين من مختلف دول الغرب، وعلى رأسهم بعض رموز الملحدين الغربيين المعاصرين، وأهمهم: ريتشارد دوكينز، وسام هاريس، ودانيال دينيت، وكريستوفر هيتشنز؛ والذين قاموا مع آخرين بتأليف ونشر عدد من الكتب التي انتشرت في أوساط المجتمع الغربي، والتي تم ترجمتها إلى عدة لغات العالم، منها اللغة العربية. وقد تركت هذه الحركة أثرها الواضح على الموجة المعاصرة للإلحاد - سواء محلياً أو عالمياً - بحيث ينتمي كثير من دعاة الملحدين البارزين اليوم إلى أفكار هذه الحركة المبثوثة في كتابات دعاتها. وأما اتجاه هذه الحركة والذي يميّزه عن اتجاه الإلحاد التقليدي السائد في الغرب فيكمن في أن هذه الحركة توصف بكونها معادية للدين عموماً - وللإسلام خصوصاً - أكثر من أن توصف بكونها تؤصل وتنظّر للإلحاد الذي هو إنكار وجود الله تعالى. فالرسالة المحورية التي يحتوي عليه خطاب الحركة هي أنه يجب ألا يتم التسامح مع الدين، بل يجب مواجهته ونقده وكشف أفكاره بأي طريقة كانت ولو بالشدة والهجوم. فقد لوحظ على خطاب هذه الحركة ملامح إرهابية فكرية واضحة، حيث يستند وبقوة إلى العنف اللفظي والهجوم الشرس، وخاصة على أصول الدين الإسلامي ومقدسات المسلمين. وقد سعى الباحث من خلال هذه الرسالة لإيضاح مفهوم حركة الإلحاد الجديد، واكتشاف العوامل التي أدت إلى نشأتها، والتعرف على أبرز الدعاة الذين يقودون الحركة، وإظهار مدى تأثير الحركة على المجتمع الغربي، وبيان أهم الأسس التي بُنيت عليها الحركة وأبرز المظاهر التي اتصفت بها. ثم قام الباحث بعرض أهم القضايا والموضوعات التي تتناولها حركة الإلحاد الجديد؛ مع نقدها من منظورات ثلاث: في ضوء العقيدة الإسلامية، وفي ضوء العلم الحديث في الغرب، ومن منظور الباحثين الغربيين. ثم ختم الباحث الرسالة بإظهار مدى خطورة حركة الإلحاد الجديد على المسلمين، والبحث في كيفية القيام بمواجهتها والتصدي لها، وعرض الجهود الإسلامية المعاصرة في مواجهتها، مع تقييم تلك الجهود وسبل النهوض بها.