الجرائم وأساليب مواجهتها في اليمن خلال حكم الدولة الرسولية (626 – 858 هـ / 1229- 1454 هـ )

Abstract

تعاقَبَ على حُكم اليمن في العصر الإسلامي عدَّة دول، وخلَف الدولة الأيوبيَّة بنو رسول على حُكمها، الذي امتدَّ قرنين وثلث القرن (626-858 هـ/ 1229-1454م)، ويعدُّ عصر الدولة الرسوليَّة أزهى عصور بلاد اليمن؛ لما وصلت إليه من الحضارة والعلم في عهدهم، ومع ذلك ظهرت الجريمة كظاهرة اجتماعيَّة تتعلَّق بسلوكيات الأفراد. ولقد تناولتُ هذا الموضوع بالبحث، فقسَّمتُه إلى تمهيد وأربعة فصول، فجاء التمهيد تعريفًا للجريمة، فنبذة عن الجريمة في العصر الأيوبي الذي سبق حُكم بني رسول، وتلاه حديث موجَز عن تأسيس الدولة الرسوليَّة، وعن حُكمها السياسي لليمن. وبعده جاء الفصل الأول الذي تطرَّقتُ فيه لدوافع الجرائم، سواء كانت دوافع سياسيَّة، أو إداريَّة، أو مذهبيَّة، أو ماليَّة، أو اجتماعيَّة. أما الفصل الثاني فجاء في أنواع الجرائم، ولقد تناولت فيه الجرائم ضدَّ الدولة والجرائم ضدَّ الأفراد، وجرائم التعصُّب المذهبي، وجرائم الأموال والممتلكات، وكان آخرها الجرائم الدينيَّة والأخلاقيَّة. أما الفصل الثالث فقد ضمَّ طرق الحدِّ من الجرائم، سواء كانت أمنيَّة أو وقائيَّة، وسلطة إصدار العقوبات، سواء كانت سياسيَّة أو دينيَّة، وأماكن تطبيق العقوبات وقسَّمتُها إلى أماكن إدريَّة وأماكن عامَّة. أما الفصل الرابع فكان عن أساليب الردِّ على الجريمة، جاء فيه العقوبات الإداريَّة، والعقوبات الماليَّة، والعقوبات النفسيَّة، والجسديَّة، وجميعها تشمل عدَّة عقوبات قُسِّمت حسب التصنيف السابق، وفي الأخير كان الحديث عن أثر تطبيق العقوبات في المجتمع.