الخدمات في موانئ الحجاز واليمن في الفترة من (569 – 923هـ/1174– 1517م) «دراسة تاريخية حضارية»

Abstract

انتظم هذ البحث الذي عنوانه «الخدمات في موانئ الحجاز واليمن في الفترة من 569 - 923#/1174- 1517م؛ دراسة تاريخية حضارية»؛ في مقدمةٍ وتمهيدٍ وخمسة فصول وخاتمة؛ أمّا المقدمة فتناولت بيان أهمية الموضوع والأسباب التي دعت إلى اختياره مع حصرٍ لأهم الصعاب التي واجهت الباحثة أثناء البحث وتحليلٍ لأهم مصادر الدراسة. وأمّا التمهيد فتناول بالبيان نبذة تاريخية عن موانئ الحجاز واليمن خلال فترة الدراسة. في الفصل الأول؛ تناولت الباحثة في أربعة مباحث أبرز خدمات السفن في موانئ الحجاز واليمن، وبيّنت أنواع السفن القادمة إلى هذه الموانئ وكيفية استقبالها ومراقبتها وطريقة شحنها بالبضائع وتفريغها وإعادة تخزينها ثم صيانتها. وفي الفصل الثاني تطرّق البحث في خمسة مباحث إلى بيان الخدمات التجارية المقدمة في هذه الموانئ من حيث التبادل التجاري بينها وبين الموانئ الأخرى، ومن حيث أنواع السلع والطرق التجارية والتسهيلات الجمركية، إلى جانب الحديث عن الأسواق التجارية المتواجدة بها. وأما الفصل الثالث فتناول في ثلاثة مباحث أبرز الخدمات الاجتماعية في هذه الموانئ، حيث تطرّقت الدراسة إلى بيان أماكن الإقامة لعمال السفن والملاحة داخل هذه الموانئ، والخدمات الصحية وفرص العمل المتوفرة بها. وأما الفصل الرابع فتطرّق بالدراسة في أربعة مباحث إلى إبراز الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين في هذه الموانئ من حيث الاستقبال والإرشاد الديني لهم، ومن حيث نقلهم من الموانئ إلى مقرات إقامتهم، ليختم الفصل ببيان الطرق البرية والبحرية التي كان يسلكها الحجاج والمعتمرون للوصول إلى البقاع المقدسة. في الفصل الخامس والأخير؛ تناولت الدراسة في ثلاثة مباحث بعض الخدمات العسكرية التي كانت قائمة في موانئ الحجاز واليمن من حيث مراقبة الحدود والثغور البحرية والدفاع عنها ضد هجمات الأعداء، ومن حيث استخدامها في شن الهجمات المضادة على الأعداء المتربّصين. ليُختم البحث بخاتمة حُصرت فيها أهمّ النتائج التي أمكن الوصول إليها وفي مقدمتها ان موانئ الحجاز واليمن مثلت حلقة وصل تجاري واسع بين الشرق والغرب خلال الحقبة الأيوبية ثم الرسولية والمملوكية، وتمّ من خلالها بناء علاقات تجارية وثيقة مع الموانئ العالمية بما في ذلك الدول البعيدة عن ساحل البحر الأحمر كالهند والصين وأوروبا. وقد توافرت لموانئ الحجاز واليمن عوامل ساعدت في تميّزها واعتبارها مراكز مهمة لجذب رجال الأعمال والتجار والحرفيين والعمال من مختلف الأقطار الإسلامية، وكان على رأس هذه العوامل الميزة الدينية والموقع الاستراتيجي والسياسة الحكيمة لسلاطين المنطقة في إدارة هذه الموانئ. ان توفير الخدمات المتنوعة في الموانئ الحجازية واليمنية كان له دورٌ مهمٌ في تنشيط حركة الهجرات القادمة إلى الحجاز واليمن، مما انعكس إيجابًا على نموّ اقتصاد المنطقة وازدهارها وتطور الحياة الاجتماعية بها.