شرح مختصر الزبدة في أصول الفقه لعبد العلي بن محمد البرجندي )ت 935 ه( تحقيقاً ودراسة

Abstract

الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه ، وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبي نا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً، وبع د . فإنَّ من أج ل العلوم ما كان فيه خدمةٌ لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم، ومن هذه العل وم علم )أصول الفقه( الذي من خلاله ي توصَّل إلى الأحكام التكليفية التي كلَّف الله بها عباده، وقد هيَّأَ الله تعالى للأمة أعلامًا أفذاذًا وقَّفوا حياتهم في تأصيل هذا العلم ابتداء من الإمام الشافعي رحمه الله مرورًا بالأئمة الأعلام الذي ألفوا في هذا العلم متونً ، ورروحًا، وتقريرات، ورسائل أثرَتِّ المكتبة الأصولية التي يزخر بها تراثنا الإسلامي الأصيل، ومن أه م ما يخدِّ م هذا العلم الجليل في عصرن الحاضر إخراج كنوزه المخطوطة، وذلك بتحقيقها تحقيقًا علميًّا؛ ليستفيدَ منها الدراسون المتخصصون، وتكونَ إضافة للدَّرس الأصولي، وهذا ما جعلني أسعى للمساهمة في هذا البناء . وقد وفقني الله للوقوف على مخطوط جليل في هذا الف نِّ، وهو ررح مختصر الزبدة ) زبدة المنار( لعبد العلي بن محمد البرجندي )ت 935 م( ) 1(، ومتنه )زبدة المنار( لأبي البركات عبدالله بن أحمد المعروف بحافظ الدين النَّسفي: )ت 701 ه(، فحين قرأت ه رأيت ه جديرًا بالتحقيق، فتقدم ت به إلى قسم أصول الفقه في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم للحصول على درجة الدكتوراه، وتمَّ قبوله بحمد الله ومنته. وتكمُنُ الأهميةُ التي جعلتني أختار هذا المخطوط في ما يلي : أولاً: أنَّه الشرح الوحيد الذي وصلنا – في ما أعلم - لمختصر المنار الذي ألفه الإمام النسفي صاحب )المنار(، والنَّسفي إمامٌ من كبار علماء الأصول الأحناف. ثانياً: منزلة الشارح كذا الكتاب موضل التحقيق والدراسة، فقد وصفه م وه نَّه العا الحنفي الفاضل الفقيه الأصولي المشارك جامل العلوم، له يدٌ طولى في العلوم